مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

منذ الإعلان عن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق، عائدا من سوريا ولبنان، والعالم يحبس أنفاسه: متى سيتم الإنتقام؟، اين سيكون؟. التهديد بالإنتقام صدر من طهران مرورا ببغداد، وصولا إلى الضاحية الجنوبية بلسان الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله. عنوان التهديد بالرد: لن يبقى وجود عسكري أميركي على أرض المنطقة. لكن يبقى السؤال: متى سيكون الرد؟، وأين؟.

في المقابل، واشنطن تواصل التصعيد، الرئيس ترامب اكتفى بتغريدة ليقول: “إيران لن تمتلك أبدا سلاحا نوويا”. وما لم يقله الرئيس الأميركي، قالته مستشارة في البيت الأبيض، وفيه: “لا يزال من الممكن أن يتفاوض ترامب على اتفاق نووي جديد مع إيران”. هكذا، بدأت مرحلة جديدة في المنطقة عنوانها: واشنطن وطهران في مواجهة مباشرة من دون وكلاء ومن دون ضوابط.

أما دول المنطقة ففي ضياع، يأتي في مقدمة الضائعين لبنان: الحكومة مستقيلة ولا تصريف أعمال. الرئيس المكلف مازال يفاوض ويفاوض ويفاوض، العقد كانت موجودة قبل اغتيال سليماني، جاء الإغتيال ليفرض نفسه عاملا أساسيا وربما عاملا وحيدا، فمنذ لحظة إعلان اغتيال سليماني ولائحة التشكيلة، أو ما بات نهائيا منها، موجودة في جيوب المعنيين ولا يعرفون ماذا يفعلون بها.

إنه وضع غير مسبوق: المستقيلة لا تصرف، الجديدة المفترضة لا تصرف. والمواطن عالق في ظل لا دولة: تنهشه الأسعار، ولا يملك خارطة طريق، والسلطة ضائعة لا تملك بدورها خارطة طريق. في اختصار: المواطن متروك لقدره.