مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

في أقوى رد، إعلامي- سياسي، على اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، أعلن الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن “حذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب”.

تماهى موقف السيد نصرالله، مع ما أعلنه التلفزيون الرسمي الإيراني عن ثمانين مليون دولار أميركي، مكافأة لمن يأتي برأس ترامب.

السيد نصرالله، الذي قطع الشك باليقين عن زيارة سليماني للبنان، كشف أن سليماني زاره يوم الأربعاء، أي قبل يوم من اغتياله. وأعلن في خطاب له، خصصه للحديث عن مرحلة ما بعد اغتيال سليماني، أن ثمن الاغتيال سيكون الوجود العسكري الأميركي في المنطقة.

بالتزامن مع الخطاب العالي السقف للسيد نصرالله، كان مجلس النواب في العراق، حيث اغتيل سليماني على أرضه، يصوت على قرار بإلزام الحكومة طلب إنهاء الوجود العسكري الأجنبي، وإنهاء العمل بالإتفاقية الأمنية مع قوات التحالف ضد “داعش”. هذه الخطوة دفعت التحالف الذي تقوده واشنطن، إلى الإعلان عن وقف العمليات ضد “داعش”، والتركيز على حماية قوات وقواعد التحالف، وسط ازدياد حدة التوتر مع إيران.

هكذا تكون المنطقة أمام المشهد التالي: بعد الثاني من كانون الثاني، تاريخ اغتيال سليماني، ليس كما قبله. “حزب الله” أعلن أنه سيرد، وأن الثمن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة. العراق ينهي التعاون مع قوات التحالف، أي أنه سيعتبرها قوات احتلال، وهذه القوات ستعمد إلى حماية قواعدها.

إذا المنطقة أمام مشهد جديد، فهل في لبنان استيعاب لحجم الإنقلاب الذي أحدثه اغتيال سليماني، حيث هناك اجماع على تصنيفه أنه الرجل الثاني في إيران، وأنه رجل إيران الأول في أكثر من دولة في المنطقة؟.

في لبنان شبه غياب وشبه غيبوبة. حكومة تصريف الأعمال غائبة ومشتتة. لائحة أسماء الحكومة العتيدة على ثلاث نسخ: نسخة في جيب الرئيس المكلف، ونسخة لدى الثنائي الشيعي، ونسخة في جيب الوزير جبران باسيل بعد “العصف الذهني الوزاري” على مدى ست ساعات بينه وبين الرئيس المكلف، والذي سمح بالقول إن الفول اقترب من المكيول.

لكن كل ذلك حصل قبل اغتيال قاسم سليماني، وقبل التلويح بالرد من مستوى إخراج القوات الأميركية من المنطقة، وقبل اعتبار العراق أن القوات الأميركية قوات احتلال، فهل ستبقى المقاربة هي إياها؟.