“بلاغة قرآنية ” … مساهمة من الصديق النقيب د.غسان رعد

*غياب أم يوسف من قصة نبينا يوسف عليه السلام* .

*لماذا لم يأت ذكر أم يوسف في سياق* *أحداث سورة يوسف، إلا في قوله تعالى*
*” ورفع أبويه على العرش”*
*وسجودها له في الرؤيا…*
*ولا نجد أي ذكر لها في غير هذين الموضعين، مع أن المفروض حزنها أضعاف حزن يعقوب* *الذي أبيضت عيناه من شدة الحزن …*

*الإجابة ببساطة أن أم يوسف ماتت وهي تلد أخاه الصغير بنيامين،* *وبالتالي الأم التي رأها يوسف في الرؤيا هي زوجة أبيه التي ربته، وأم أخوته الذين تآمروا عليه…*
*لذلك طول الأحداث كان التركيز على يعقوب فامهما كانت زوجة الأب متعاطفة، إلا أن قلبها* *يحنو على أبنائها أكثر ولن يقارن حزنها بحزن يعقوب.*

*هنا تجد الروعة* *والبلاغة والدقة القرآنية المدهشة..*
*في قوله “ورفع أبويه على العرش”*
*ولم يقل (ورفع والديه على العرش) ….*

*لأن كلمة والديه ستعني أمه المباشرة من النسب، أما أبويه فتعني الأب والأم التي ربته أو زوجة أبيه ولا يلزم أن* *تكون التي ولدته كما أن إستخدام كلمة الأبوين تشير إلى الأب والأم مع تغليب جانب الأب.*
*أما كلمة الوالدين فتشير إلى الأب والأم أيضاً ولكن مع تغليب جانب الأم، لأن الولادة صفة الأنثى.*

*من هنا نفهم لماذا قال الله تعالى: “وبالوالدين إحسانا “*
*(ولم يقل وبالأبوين إحسانا)*
*لزيادة حق الأم على الأب في الرعاية والإحسان والبر ..*

*ما أروع وأجمل القرآن الكريم وبلاغته* *ودقته ..*