مستشفى في العناية الفائقة!

حلّت كارثة بمستشفى “أورونج ناسو” الحكومي في طرابلس، ناجمة عن حريق أصابه أخيراً، مما أوقع كارثة صحية أصابت الشرائح الأكثر فقراً وقسماً كبيراً من الموظفين المتعاقدين، وهو المستشفى الحكومي الوحيد في لبنان المخصّص للولادة، كما أنّه يقدّم أكثر من ألف حالة غسيل كلى شهرياً.

يتألّف المستشفى من قسمين: المبنى «أ» والمبنى «ب». وقد نشب الحريق في المبنى «أ» في الطابق الرابع وأتى عليه بشكلٍ كامل، كما طال الطابقين الثالث والخامس بشكل جزئي، حيث أصاب ألواح الكهرباء والأسِرّة وآلات العناية بالأطفال وآلات ضخّ الأوكسجين مما أدى إلى تعطل المبنى بشكلٍ كامل، بما يحويه من قسم التوليد وقسم العمليات الولادية وقسم العناية بالأطفال وغرف استقبال المرضى.

يواجه المستشفى اليوم إشكاليتين تستدعيان المعالجة العاجلة:

– تأهيل المستشفى لإعادته سريعاً إلى الخدمة، كونه يغطي حاجة الشريحة الأكثر حاجة من المواطنين في طرابلس والشمال. وقد أدّى الحريق إلى وقوع نقصٍ كبير في قسم العناية بالأطفال، وتحديداً الحاضنات للولادات المبكرة ذات التكلفة الباهظة والتي يعجز الفقراء عن تأمينها، وهذا سيعرّض العدد الأكبر من هذه الشريحة لخطر الموت نظراً لعجز الأهالي عن تأمين المبالغ المطلوبة في المستشفيات الخاصة.

– وجود أكثر من 60 موظفاً متعاقداً يقبضون رواتبهم بالساعة خسروا أعمالهم ومن غير المعروف متى يمكن أن يستعيدوا وظائفهم، خصوصاً أنّه ليس هناك أفقٌ واضح لعملية التأهيل، وهؤلاء يحتاجون إعانة عاجلة لا يجدون لها مصدراً حتى الآن في ظلّ كارثة اقتصادية واجتماعية تضرب البلد، وجائحة صحية تتمثل في وباء كورونا الذي يتفشى أكثر فأكثر في صفوف اللبنانيين