الشيخ بهاء الحريري: المحكمة كانت واضحة في ما يتعلق بالخلفية السياسية للمتورطين.. وأحترم قرارها

صدر عن الشيخ بهاء الحريري البيان التالي:

لقد كان الدرب طويلاً وصعباً لإحقاق العدالة منذ الاغتيال الوحشي لوالدي الحبيب، رفيق الحريري، قبل خمسة عشر عاماً في شوارع بيروت.
لا بد أن يسود القانون والعدل في وجه الأعمال الوحشية دائماً. الجريمة لم تحصل في مكان معزول سياسياً أو تاريخياً وقد أكدت المحكمة أن الإغتيال عمل سياسي قام به أولئك الذين هدد والدي نشاطاتهم بعد أن قرر أن على سوريا الخروج من لبنان.
لقد كانت المحكمة واضحة في ما يتعلق بالخلفية السياسية للمتورطين واللاعبين الآخرين ذوي الدافع، قدرة العمليات المحلية والخبرة في هذا النوع من الأفعال.
سليم عياش، العضو في حزب الله، وقريب أحد قادة حزب الله، عماد مغنية، تمت ادانته بجميع التهم الموجهة اليه. أنا أحترم قرار المحكمة. فلم يكن لدى المحكمة الأمر الرسمي للتحقق من جرمية اللاعبين في الدوائر الأوسع. على لبنان أن يتقبّل قرار اليوم ويتقيّد بالحكم وملزماته الخاضعة للقانون الدولي.
إنه من واجبي وأقصى مسؤوليتي أن أواصل إرث والدي ومسيرته في خدمة وطننا.
لبنان على مفترق طرقٍ وعلى شفير الهاوية. نحن اللبنانيون والوطنيون – من جميع الأديان – علينا أن نركّز على مستقبل بلدنا.
لكن هذا لا يعني أن الجميع مدعوون لرسم المسار إلى الأمام، فلا دور لأمراء الحرب في لبنان الجديد، ولا مكان للتأثير الخبيث الذي يفرضه حزب الله على بلادنا كسحابة سوداء. لا بد أن ندفع بتلك السحابة السوداء بعيداً لنعيد التألّق إلى بلدنا.
الخبر السار هو أننا قادرون على إنقاذ لبنان، وقادرون أن نصبح منارة في الشرق الأوسط، ومركزاً إقتصادياً مزدهراً وعاصمة ثقافية تزخر بالحياة حيث يمكن للناس من جميع الخلفيات أن يحققوا أحلامهم، ولكن بشرط أن نتبنّى مساراً مختلفاً.
الشعب اللبناني بحاجة إلى الدعم الدولي القوي الملتزم لوضع نهج ديموقراطي جديد، غير طائفي، يمكن أن يؤمّن الإستقرار اللازم لإعادة الحياة إلى الإقتصاد والبلاد. أنا أنوي أن أحضر دعم المجتمع الدولي لخلق الرخاء وجعل لبنان بلداً جميلاً من جديد.