مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون أم تي في”

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون أم تي في”

عام سعيد.

لا تشتموها، لا ترجموها، ودعوها بالزنابق والورود والقبضات الشاكرة والدعاءات . أيها اللبنانيون يكفي أن ال 2019 احتضنت في شهورها الأولى بذور غضبكم وحملت من معاناتكم، وحملت اليكم في ثلاثيتها الأخيرة طفلة أسميتموها الثورة، طفلة نقية طاهرة خالية من عيوب الطائفية ودنس العشائرية معمدة بميرون الألم مغتسلة بدموع المقهورين، ومباركة بصلوات الثوار والحناجر الصادحة بلبنان افضل، لبنان الدولة التي لا شرك فيها ولا شريك لها في سيادتها على أرضها ومياهها وبيئتها وسمائها وعدالتها وجيشها وسياستها الخارجية.

لا تشتموها لأن في ثنايا أيامها المرة حققت ما لم يحققه النق والإحباط والأمل الكسول بتغيير يأتينا على أيدي من يجب أن يأخذهم التغيير لتتحقق معجزة النهوض.

لا تشتموا ال 2019 لأنها مثلكم حملت وزر الأزمات ولم تتسبب بها، تماما كما كانت ثورتكم نتيجة للظلم وليس سببا له. وافتخروا بأن ثورتكم لم ترق نقطة دم واحدة، وما أهرق من دم نقي خلالها، سال من عروقها لسقيها ولزيادتها رفعة وعلاء وافتخارا.

ايها اللبنانيون، لا يحبطكم من يسأل ماذا حققت ثورتكم، ولا تتراجعوا أمام من يسأل عن إنجازات الانتفاضة مشككا أو ساخرا. ألم تدفع غضبتكم الأولى والقطع المبارك للطرقات, الحكومة الى الاستقالة؟ ألم يضع تمسككم بمواقعكم ومواقفكم وعدم استدراجكم الى الانقسام ودفعكم الى التعب والفتنة وصمودكم وزهدكم بالترؤس والوجاهة الم يضع الإطار الشائك الملزم للطغمة الحاكمة بأن تؤلف حكومة اختصاصيين مستقلين أو لا حكومة؟.

ألم تقرأوا في مكابرتهم وتحايلهم سعيا الى تأليف حكومة اختصاصيين كاذبة، خوفا عظيما من محكمتكم وقضائكم ؟. ألم تروا في إلغاء صناديق الإهدار وتحريك المحاكم وتولية الشرفاء على القضاء وإلغاء عقدي الخلوي نتيجة براقة للثورة. ايها اللبنانيون، لا تيأسوا وثابروا فإن النصر صبر ساعة.

بالعودة الى يوميات التأليف، موجة التفاؤل بدأت تخسر اندفاعتها، وقد اصطدمت بأربع عقبات: الأولى، تشاطر مكونات التحالف الحاكم على بعضهم بعضا. الثانية، إصرارهم على تنصيب وزراء اقنعة. الثالثة، تباعد الرؤى بينهم وبين الرئيس المكلف.

أما العقبة الرابعة، فغضب الطائفتين السنية والدرزية لعدم احترام تمثيلهما بالذين يستحقون من أبنائهما.

في هذه الأجواء، عودة مفاجئة وملتبسة بظروفها وملابساتها لكارلوس غصن الى بيروت، عودة اثارت وستثير الكثير من الأسئلة والاشكالات القانونية والدبلوماسية مع اليابان حيث كان موقوفا منذ ما يقارب السنة.