في عز آب اللهّاب والحرارة المُرتفعة، تكدّست النفايات على جانبي طرقات مدينة بعلبك، بعد امتناع عمّال النظافة في البلدية عن جمعها، ما يُنذر بكارثة بيئية صحّية نتيجة الروائح الكريهة التي تنبعث، وكأنّه لا يكفي تفشّي فيروس كورونا بين الناس من دون إنذار الأربعاء، ٥ أغسطس / آب 

في عز آب اللهّاب والحرارة المُرتفعة، تكدّست النفايات على جانبي طرقات مدينة بعلبك، بعد امتناع عمّال النظافة في البلدية عن جمعها، ما يُنذر بكارثة بيئية صحّية نتيجة الروائح الكريهة التي تنبعث، وكأنّه لا يكفي تفشّي فيروس “كورونا” بين الناس من دون إنذار

وصل حال عمّال بلدية بعلبك وغيرهم من الأجراء في معظم القطاعات إلى ما دون الصفر، نتيجة إنقطاع رواتبهم منذ أشهر بسبب الأزمة التي تمرّ بها البلاد وانعكاسها على أوضاعهم فباتوا يعملون من دون تقاضي أي أجر، على أمل الفرج قريباً، لكن من دون أي جدوى. وفيما تتوالى الدعوات للتحلّي بالصبر لتجاوز الأزمة وابتكار الحلول التي لم تستطع الحكومة إيجادها حتى الآن، يقصد بعضهم ربّ العمل للحصول على مبلغ عشرين ألف ليرة لشراء حليب لطفل أو علبة دواء، فلا مورد لهم غير الوظيفة، وراتبها بات لا يساوي مئة دولار في ظلّ غلاء الأسعار

منذ أكثر من سنة، تمرّ البلديات ما خلا الكبرى منها بأزمة مالية، نتيجة عدم تحويل أموالها من الصندوق البلدي المستقلّ عن السنتين السابقتين، ما انعكس على عملها وعلى خدمة المواطنين، فذهبت باتجاه تأمين الضروري كجمع النفايات وتصليح الطرقات والمياه، إضافةً إلى تأمين رواتب العاملين والأجراء. ومنذ أشهر، بدأ صراخ البلديات يعلو بعد نفاد الأموال من صناديقها وعدم دخول أي موارد مالية، سواء من الدولة، أو من المواطنين جرّاء تسديد المستحقّات المتوجّبة عليهم، وهو الأمر المستحيل أيضاً نتيجة الأزمة الإقتصادية وعجزهم عن تأمين مستلزمات حياتهم اليومية. ورفع عمّال بلدية بعلبك الصوت وأضربوا عن العمل، وامتنع عمّال النظافة عن جمع النفايات من الطرقات والأحياء السكنية والأسواق، احتجاجاً على عدم تقاضيهم رواتبهم منذ ثلاثة أشهر

وتحدّث بشير عباس باسم العمّال، فقال: “نعتذر من أهلنا لاضطرارنا إلى اللجوء لهذه الخطوة التصعيدية، ولكن سدت أمامنا الأبواب ومللنا انتظار إفراج وزارة المال عن أموال البلديات من الصندوق البلدي المستقل عن أعوام 2018 و2019 والعام الحالي لنتقاضى رواتبنا، فليرأف المعنيون بأوضاعنا، ولينظروا إلى مُعاناتنا، فكيف يمكن للعامل تأمين مستلزمات العيش لعائلته طيلة ثلاثة أشهر من دون راتب في ظلّ هذه الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة؟ ونناشد الجميع بإيجاد حل سريع لمشكلتنا”

رئيس البلدية: الوضع خطير

رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق وفي حديث لـ”نداء الوطن” أكد أنه “في كل لقاء وإجتماع كنّا ننبّه ونحذّر ونناشد بأن وضع البلديات يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وللأسف لم نلقَ جواباً من أحد أو أي إهتمام، وفي وقت نمون فيه على عمّال بلديتنا وندعوهم منذ ثلاثة اشهر الى الصبر على أمل الفرج، لكنّ الوضع لم يعد يحتمل، ولتاريخ الأمس لم يعد بمقدور العمّال تحمّل الوضع واتجهوا نحو الإضراب والتوقّف عن العمل”. وحذّر بلوق “من خطورة الوضع إذا بقيت النفايات في الطرقات لأكثر من يومين ما يُنذر بكارثة بيئية حيث ستنتشر الروائح والحشرات في وقت يسجل فيه فيروس “كورونا” معدّلات مرتفعة”، مُضيفاً: “نسعى لتعليق الإضراب على أمل وجود حلّ، غير أنّ الحلّ لن يكون جذرياً، فنحن أمام مشكلة ثانية خلال الأيام المقبلة، نتيجة عدم قدرة البلدية على تأمين المحروقات لآليات البلدية وقطع الغيار”

وناشد بلوق وزيري الداخلية والمال ومجلس الوزراء مُجتمعاً إيجاد الحلول للبلديات، “فكلّ الموظّفين يقبضون رواتبهم بشكل طبيعي إلا موظّفي البلديات”، مُتخوّفاً من إقفال البلديات وعدم قدرتها على القيام بواجباتها خصوصاً وأن بعض عمّال البلديات يُضربون منذ أسابيع”