ارفعوا أيديكم عن النفط الوطني

ارفعوا أيديكم عن النفط الوطني
فيصل درنيقة طرابلس في 6/7/2020
مرة أخرى تبرز أمامنا المأساة الشاخصة وهي ان نرى مصفاة طرابلس المراد لها وعبر أكثر من ثلاثة عقود مضت أن تكون خردة في الوقت الذي بات معلوم للجميع وبعد زيارة خبراء ومهندسين عراقيين وعلى رأسهم وزير النفط والطاقة العراقي السابق عامر الرشيد، حيث أجرى لقاءات مع الحكومة اللبنانية وأكدّ في حينه أن مصفاة طرابلس ممكن ان تعمل بوقت جدّ قصير وان الانبوب العراقي لمصفاة طرابلس جاهز للضخ ولا يشوبه أية شائبة، وان مصفاة طرابلس قد تحتاج الى بضعة آلاف من الدولارات وأعطى البديل للحكومة اللبنانية ان عرضاً للعراق مقدم من اليونان الذي بدأ منذ فترة تحديث مصافيه وانه يمكن الاستعانة بقطع الغيار من اليونان بأسعار زهيدة جداً مبدياً استعداد العراق في إعادة تشغيل مصفاة طرابلس خلال اقل من شهرين وقد كان لي شرف المشاركة في كل اللقاءات والمباحثات الذي أجريت بين الحكومة اللبنانية بشخص رئيسها في حينه الرئيس الشهيد رفيق الحريري والوفد العراقي الذي كان برئاسة المرحوم الشهيد طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي ووزير التجارة العراقي.
وكان من الملاحظ أثناء النقاش أن الدولة اللبنانية أمام تقارير لشركات خاصة تضخم أسعار إعادة تأهيل مصفاة طرابلس وأخرى تروج لليأس منها واعتبارها خردة، والدولة تتصارع حول الفصل واللجوء الى استيراد المكرر بالتلزيم والمحاصصة.
لما كان قطاع النفط استراتيجي لأي دولة لان ارتباطه يقع في الامن العسكري والاجتماعي والاقتصادي والتنموي متحرراً اية وصاية ومساومة.
ولما كان لبنان يتميز بعاملين أساسين لهذا القطاع وهما:
1- وجود أنبوب مباشر من العراق الى لبنان عبر سوريا وهو بالتأكيد صالح للضخ مباشرة الى مصفاة طرابلس.
2- وجود أرضية صالحة لاستقبال النفط الخام وتكريره في طرابلس بإنتاجية تفوق وضعها الحالي 21.000 برميل نفط خام يومياً.

غاز 1.5 % بنزين 24.5 %
مازوت 17 % فيول 47 %
كاز 6 %

ويعود سبب ارتفاع كمية الفيول لعدم تشغيل وحدة التكسير التي تساعد برفع معدل المشتقات الأخرى وفي حال تحديثها تصبح 45.000 برميل يومياً وعندها تتغير النسب.

غاز 1.8 % بنزين 25.4 %
مازوت 26.2 % فيول 36.6 %
كاز 6 %

لتغطي نسبة عالية للاستهلاك المحلي بكلفة اقل بكثير من الاستيراد وإيجاد أكثر من 2200 فرصة عمل لشابات وشباب لبنان عدا عن الضخ المالي للأسواق التجارية ورفع دورة الاقتصاد اللبناني عموماً .
فالاهتمام بتشغيل مصفاة طرابلس، وتطويرها حاجة وطنية واقتصادية هامة وخاصة في هذه الظروف التي يمر بها لبناننا الحبيب.
والمطلوب من الدولة وخاصة وزارة النفط والطاقة إعطاء هذا الموضوع الأولوية وابعاده عن السماسرة والمحاصصة وتكليف فريق عمل اخصائي لان هذا الانجاز هو بداية طريق نحو تفعيل استخراج النفط اللبناني الذي يفترض ان يكون الثروة الوطنية مما سيجعل لبنان في مصاف الدول الغنية.