لا يجوز لنا أن نعيش في الحدث اليومي أو الحدث الآني

لا شك أنكم تعلمون وتشاهدون وتقرأون وتسمعون ما يجري على ساحتنا اللبنانية من أحداث وكيف أن البلاء يتفجر في الأرض بكل أشكاله وألوانه منها: السياسية والإقتصادية والصحية والأمنية وغيرها
وأن هناك في الطائفة الإسلامية السنية سؤال كبير كبير من كل قلب يستجير إلى أين المسير وإلى أين المصير .؟!
انا المسلم السني اللبناني كيف أبقى؟ وكيف أكون؟ وكيف أستمر؟ وكيف أدافع عن تاريخي ومستقبلي ومستقبل أولادي وطائفتي ؟ وكيف احفظ موقعي وحقوقي وإمتيازاتي القانونية؟ وكيف أدافع عن كرامتي ووجودي؟…
ولهذا فإني دعوت في مقالتي السابقة إلى وجوب لقاء إستثنائي بين المسلمين
من أجل تقريب وجهات النظر بينهم في المسائل الحيوية والهامة والوطنية والسياسية وخصوصا الإقتصادية والمعيشة.
لأن الأمر اليوم يحتاج إلى إعادة نظر في كل شؤوننا وخاصة في مصيرنا المجهول ومستقبلنا المظلم .
ولأنه قد إستشرت الفوضى وصار كل فريق في هذه السفينة يريد أن يثقب الجدار ليستسقي وهو لا يعلم – وربما يدري- أننا سنغرق جميعا.
إنها مطبات خطيرة تمس كياننا ووجودنا ووحدتنا ومستقبلنا ينبغي ان نتعاطى معها بكل جدية وعمق وأناة.
واعلموا انه لم يفت الأوان بعد على تدارك الخطر الذي يصابحنا ويماسينا ويراوحنا ويغادينا ، بل علينا ان نتعمق بعمق الحقيقة وأن ننظر إلى أبعد الآفاق ولا نعيش بالحدث اليومي أو الآني بل نستقي الدروس والعبر وبخاصة في هذه الأجواء التي كشفت تشرذمنا وهواننا بما كسبت أيدي بعضنا.
اخوكم الشيخ مظهر الحموي