بيان من الدكتور وليد الأيوبي…

أيها اللبنانيون ، أيها الثوار الأحرار
إننا نعلنها ثورة بلا حدود ، فداء للبنان الحر السيد المستقل ، وسعياً لتحقيق التغيير المنشود في الحرية والعدالة الاجتماعية ، وفي إرساء حكم القانون ، وبناء الدولة المدنية الحديثة ، ثورة شجاعة لا هوادة فيها على الظلم الذي يعانيه الشعب الذي يتوق الى العيش في وطن عنوانه الكرامة والعدالة والحرية ، ثورة وطنية مستمرة في وطن استشرى فيه الفساد ، واستحالت فيه الدولة دويلات ، تستباح فيها كل الموبقات وكل المحرمات ، ثورة شاملة في وطن لم يعد فيه للإنسان لا أمل بحاضر ، ولا بمستقبل ، في بلد استحال فيه الحكم تحكما وتوحشا وتغولا ، والسلطة تسلطا وخداعا وتجبرا ، ثورة أصيلة في وطن ساد فيه الظلام على النور ، والشر على الخير ، والقبح على الجمال ، والتخلف على التقدم ، والتبعية على السيادة ، والعبودية على الحرية ، ثورة ثقافية في وطن استحالت فيه الناس ضمائر منفصلة ، والأقاليم مقطعة الأوصال ، فطغت التفرقة على الوحدة ، والطائفة على الشعب ، في بلد اسئلب فيه وعي الإنسان ، فسقط صريع الحاجة والتعمية والتورية ، ثورة تغييرية حازمة في وطن لم يعد فيه للإنسان حقوق ، في بلد اكتوي فيه الإنسان الحر بنار المفسدين والمنافقين والمستغلين والمستكبرين والمرابين والمهربين ، ثورة مجتمعية في وطن ساد فيه الفساد والجور والفسق والظلم والاستبداد في جوف البر والجو والبحر ، فزورت الحقوق وشوهت الحقائق ، وضربت بوجه الأفق كل المعايير والأخلاقيات والمباديء ، ثورة في وطن ساد فيه القهر الاجتماعي والسياسي والطائفي والاقتصادي والثقافي و الحقوقي ، في وطن يجرم فيه من لا يرتكب حتى الصغائر ، ولا يغرم فيه من لا يرتكب سوى الكبائر ، ثورة أسية على كل الظواهر العنصرية ، وعلى كل أشكال الكراهية ، ثورة عمادها المحبة والتسامح والغفران والرحمة ، ثورة أخلاقية في وطن ساد فيه الانحطاط الأخلاقي ، والخواء الروحي ، والدمار المعنوي ، في وطن بلغ فيه الكذب السياسي الزبي ، وأصبح فيه الجشع والطمع بلا حدود ، واستحال فيه الإنسان مجرد متغير مستلب الإرادة والكرامة الإنسانية ، ثورة جمهورية ديمقراطية ، في وطن نصبو إلى تحريره من الإيديولوجيات الرجعية ، وأدواتها الممعنة في حرف الوعي الجمعي عن مساره الطبيعي ، ثورة على الفساد في وطن سادت فيه ازدواجية المعايير ، والمحاصصات الطائفية الفوقية ، والهرطقات الدستورية والسياسية والقانونية ، في وطن نريد أن يكون فيه الشعب مصدر السلطات الأوحد و مصدر كل التشريعات ، ثورة عزيزة في وطن جعلوا فيه المواطن متسولا على أبواب الزعامات ، والدولة متسولة على أبواب المنظمات والصناديق وبيوتات الربى والمضاربات والكارتيلات والاحتكارات ، ورهينة السمسرات وخوات المافيات والميليشيات ، ثورة شجاعة في وطن أصبح فيه الطمع والجشع بلا حدود ، في وطن تآكلت فيه الطبقة الوسطى ، فازداد الفقير فقرا ، والثري ثراء ، في وطن سرق النافذون فيه عرق جبين الناس ، وسطوا على مدخراتهم وحقوقهم ، ثورة شفافة على الدولة العميقة ، وعلى الكيانات الموازية ، وعلى الحكم الأليغرشي الذي يستمد شرعيته من التوريث السياسي ، ومن قدرته على استثارة الغرائز الطائفية ، والذي ينصب الأنصاب والأصنام والأزلام في كل مكان ، ثورة عادلة في وطن يصبو أبناءه الى أن تكون العدالة فية راسخة ، والمواطنة حصينة ، والحقوق والواجبات منيعة ، في بلد يكون ” القصاص فيه حياة ، والقانون ، كالموت ، لا يستثني أحدا . ” !، ثورة على موت السياسة ، وموت الضمير ، وعلى الخوف على المصير ، ثورة معرفية على حالة التخلف التي استشرت في البلاد ، ثورة هدفها بناء الإنسان على قيم المعرفة والعلم والمدنية والحرية والعدالة الاجتماعية ، ثورة ذكية بفضل عقولكم البصيرة ، وإرادتكم الحرة ، وعزيمتكم الوطنية ، ثورة لا مكان فيها للتسرع ، ولا للانفعال ، ولا للتهور ، ثورة عقلانية ، حكيمة ، عاقلة ، تعلم تمام العلم ماذا تريد ، وكيف تحقق أهدافها بفعالية ، ثورة فكرية على الأحاديات والثنائيات الاختزالية التي تسطح الواقع ، وتجافي الحقائق العلمية ، والفطرة الإنسانية السوية ، ثورة علمية تنظيمية تتصد می بحزم للسيولة التوسعية المفتعلة على الحدود الفاصلة ما بين حقوق الأفراد والجماعات وحرياتهم ، وعلى مستوى السلطات والإدارات ، والمرافق والمعابر والقطاعات والمؤسسات ، فتفصل ما بين المصالح ، وتعيد التوازن الى الأداء .وعليه ، فإننا نعلن بأنه لا أمل سوى بالثورة ، وبأنه لا ثقة سوى بالثورة ، وبأنه لا حياة ولا كرامة من دون الثورة ، وبأنه لا حل سوى بالثورة ، وبأنه لا صوت يعلو على صوت الثورة ! وإنها لثورة حتى النصر إعاشت الثورة ! عاش لبنان ! * ثورة بلا حدود ” تتويج لمسيرة شخصية من النضال السياسي تزيد على عقود ثلاثة من الزمن ” … ثورة بلا حدود ” حركة سياسية ولدت من رحم ” ” ثورة 71 تشرين ” 9172 اللبنانية المجيدة خلال شهر كانون الأول ( ديسمبر من العام 9172 بمبادرة من مؤسسها البروفيسور د . الأمير وليد جميل الأيوبي أستاذ علم السياسة ، ورئيس قسم العلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية ، كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية ، الفرع الثالث ) ؛ إنها حركة زمنية وطنية ثورية تصبو الى بناء الإنسان من خلال التغيير المجتمعي الشامل ، والى إرساء دعائم الدولة الأخلاقية ، والدولة العلمية ، ودولة الحقوق والحريات ، متوسلة القيم المدنية ، والآليات المدنية ، تحقيقا للحرية المسؤولة ، والعدالة الاجتماعية ، وحكم القانون ، والأخوة الانسانية .