رأي سديد …مساهمة عن صفحة المحامي الاستاذ همام عبد اللطيف زيادة

هناك مقولة باطلة شاعت في المجتمع اللبناني منذ فترة طويلة مفادها أنه إذا أخطأ أحد رجال الدين من أية طائفة كانت فيجب لملمة الموضوع حفاظا” على هيبة الطائفة وهيبة الموقع الذي يشغله مرتكب هذه الخطيئة.
والواقع أن هذه المقولة بالذات هي التي دمرت وتدمر هيبة أية طائفة وأي موقع ديني. لماذا؟.
عندما يخطئ رجل الدين ولا يعاقب فإن هذا الأمر يستفز حتى أتباع طائفة هذا المرتكب فيعتبرون كل رجال الدين من نوعيته لأنهم تركوه بلا عقاب فيكفرون بهم وبمواقعهم ويلصقون بهم أبشع الصفات وقد يرتدون عن دينهم . ولنا في مدينتنا الحبيبة طرابلس تجربة مريرة مع أحد هؤلاء المرتكبين الذي سرق ونهب وخرب وزور ثم ترك بلا عقاب فكان فتنة على جميع رجال الدين برمتهم لأن الرأي العام اعتبره نموذجا عنهم و في هذا ظلم كبير للمستقيمين منهم وهم كثر.
وهكذا يتضح لكل عاقل أن العقاب يحفظ الأمة والطائفة والموقع، أما التغاضي والميوعة واللفلفة تسيء إلى كل ذلك.
ثم أين السند الشرعي لهذه المقولة الشائعة الباطلة؟
شرع الله تضمن نقضا” مدويا لها في مئات الحوادث سأذكر منها الحادثة المثال .
النبي صلى الله عليه وسلم عندما طلب منه أسامة بن زيد أن يعفو عن المرأة المخزومية التي سرقت غضب غضبا” شديدا” وأعلن مخاطبا” الناس: “إنما هلك من كان قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف( القوي ذو المكانة)تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا الحد عليه وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”. فأحب الخلق إليه صلى الله عليه وسلم وهي إبنته السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها لو سرقت،وحاشاها ان تغعل، لقطع يدها. فعن أية حصانة تتحدثون وتتشدقون وعن أي موقع تدافعون يا أصحاب هذه المقولة البائسة وإبنة سيد الخلق
لا يشفع لها موقعها الرفيع ونسبها الشريف من العقاب لو أخطأت.
إتقوا الله إن كنتم مؤمنين.

همام زيادة.