حازم درويش في ذكرى رحيل ولده الشاب عبد الله ..حضور لا يغيب

تسع سنوات كأنها السنوات العجاف كغيمة عقيمة لاتلد مطرا ،ايها الغائب الحاضر الذي كسر مقصلة الرحيل بدوام اطلالة لا تغادر القلب ولا العين ولا الخاطر .تسعٌ من سنوات الدموع لو غارت في عمق الارض لتفجرت الف ينبوع من حسرة حارّة تشكو رحيل ربيعك الذي ما إن أزهر حتى اغتاله خريف القدر لتسقط الاوراق تكتب على وجه الهواء اسمك المحفور امام كل الصور والمشاهد ،كيف اجرؤ ان انعي بدون صوت كل قلوب بك تعلقت ،ليبدو الصوت المختنق عاصفة من الشوق وإنتظار إفتراضي ان تاتينا مثل الندى ليس بحاجة الى اذن للدخول .ايها المسكون فينا عطرا وصوتا وصورة وإطارا يود ان يخرج.من زنزانة الحجز .تسع من سنوات ليس بسنينها بل بثوانيها تقرع هداءة الليل وتصخب في ذروة النهار ،ومع كل الايمان والتسليم بقضاء الله ،ادنو من رائحة جلدك هامسا ان كل مصيبة تصغر مع تقادم الايام الاّ انت ،كل يوم تعيش خاطرنا كانك لم تفارق ،ايها المستضاف في كما وعد الرحمن وأكرم بها من ضيافة تتمناها انهار الجنّة ،ولدي يا كبدي المسلوخ قهرا من وجداني ،في يوم رحيلك سلام عليك يوم وُلدت ِ وسلام عليك يوم سافرت على متن اسراب السنونو البيضاء مكفنا باوراق الياسمين وسلام عليك يوم نلتقي كما الرحمن ،على سُرُرٍ متقابلين ،وحتى اوانها انت التحية لك في حساب السنين فأنت اول الحاضرين،في ميلادك.التاسع غيابا .انت فينا نفسا ودمعة وانتظار ،طبت في مقامك حيث الله اقامك
حازم.درويش