شادي السيد: لا بد من ثورة ولكن لا يمكننا أن ننجرف ونشوه صورة أهل الخير ونعتدي على دورهم وكرامتهم

قال عضو المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال النقيب شادي السيد، في لقاء مع الإعلاميين في مكتبه في طرابلس، معلقا على حوادث أمس: “لا داعي الى التذكير بأن طرابلس أم الحرمان وأهله وان الظلم رافقها في قوت يومها وفي تفاصيل المحطات التي مرت عليها بحيث بقيت صابرة محتسبة إيجابية مؤمنة بالدولة التي بالغت في تجاهلها وإهمال مرافقها وتجهيل قدراتها. اما ما يحصل في المدينة من حراك شعبي فهو قليل نسبة الى ما عانته المدينة على مر السنين . فلقد ظلموا طرابلس أكثر مما يدركون ، ومع تأزم الواقع المالي اذا بنا أمام نهب للمدخرات وحجز لأموال الناس الكرام الذين يعانون الأمرين، فوقائع المصارف ويومياتها اهانت الناس من كل الفئات وعطلت الأعمال ومسار الكتلة المالية على قلتها في طرابلس والشمال”.

وأضاف: “ثم جاء كورونا وكشف ثغرات إضافية في مفهوم الدولة وادائها تجاه طرابلس وكرس غربة الناس الذين هددهم الوباء بالعوز والفقر الشديد.
وأمس، خرج شبان طرابلس الصابرة ليفجروا غضبهم لا حقدهم لينقلوا الى الرأي العالم اللبناني حقيقة مكنونات اللبنانيين ومشاعرهم لا الطرابلسيين فحسب ، وقد رضي الناس لبعض الوقت بمسار الأمور لأن الكأس المرة تدور على كل الفئات ومأساة المصارف ونتائج تلك الجريمة المالية البشعة تتضخم وتخضع الناس أجمعين”.

تابع: “أما حرق المصارف وما سجل من عنف فهو في جانب منه مبرر، ولكن
ليس لنا في طرابلس أن نظلم أنفسنا مرتين ولا يمكننا أن نحجر على أنفسنا مرتين ولا أن نعاقب أنفسنا مرتين ، لا يمكن على الاطلاق أن يكون حرق المصارف مجديا، ولا يمكن حرق الإطارات في شوارع مزدحمة بالناس أن يكون فاعلا”.

وقال: “لا بد من ثورة ولا بد من تغيير، ولكن لا يمكننا أن ننجرف مع من يريد أن يستخدم تظلمنا بمزيد من الظلم والأحكام المبنية على الأفعال الغاضبة . كما انه لا يمكننا ايضا ان نشوه صورة أهل الخير الذين بنوا وقدموا وساهموا فنعتدي على دورهم وكرامتهم ، مرفوض ذلك في الأصل والأساس، وفي محاولة الإساءة إلى مثل هؤلاء الكرام أفعال غير بريئة ابدا”.

وختم: “فلنكن على قدر كبير من الوعي فما هو آت، كما يبدو، أكثر بأسا وقسوة الا ان القسوة لا تعالج بمثلها. وإننا نحذر الغافلين بأن لعنة جريمة افقار الناس ونهب أموالهم وصولا إلى حجز نتاج عمرهم لا يمكن أن تمر. فإما تحكمنا العدالة والا فرفع الصوت ، ولو وجب علينا أن نقوم بذلك بحكمة وخوف على حالنا ما دام اولو الأمر في بلادنا لا يخافون علينا. حماك الله يا طرابلس الحبيبة”.