الشيوعي”: المنظومة السياسية اعتدت على الحقوق واستباحت ساحات الانتفاضة

رأى الحزب “الشيوعي اللبناني” في بيان أن “عيد العمال العالمي في الأول من أيار، يأتي هذا العام، في ظل انفجار أزمة الرأسمالية العالمية التي يتأكد، مع ضخامة تداعيات انتشار وباء كورونا، ان تقديسها للربح الخاص ولسيطرة الكتل الاحتكارية الدولية قد تمخض عن جرائم لا حدود لها ضد البيئة والطبيعة والحياة البشرية. وتتبدى ذروة هذه الجرائم بتجريدها الإنسان من إنسانيته ومن انتمائه الاجتماعي، وتتسبب هذه الجرائم بموت آلاف الناس يوميا بفعل تبعات الوباء، كما تسببت بمعاناة مئات الملايين من العمال والفقراء جوعا وفقرا وبطالة كنتيجة لعنف الاستغلال الطبقي والاجتماعي الذي يتعرضون له”.
واعتبرت أن “معركة مكافحة كورونا تندرح في مجرى الصراع الذي تخوضه الطبقة العاملة والإنسانية جمعاء ضد الرأسمالية والإمبريالية، وهذا ما يكسب الاحتفال بالأول من أيار هذا العام مضمونه الحقيقي في بعديه المتلازمين، الطبقي والوطني، توحيدا لمسيرة نضال شعوب العالم اجمع ضد الإمبريالية ومن أجل التحرر الوطني والاجتماعي وبناء الاشتراكية”.
ورأى أن “هذه المنظومة السياسية، سواء عندما كانت موحدة ضمن حكومة ما يسمى “الوحدة الوطنية “، أو عندما دب الصراع بين أطرافها كما هو الحال عليه اليوم، هي التي أقرت مجتمعة ما سمي بـ “الورقة الاصلاحية”، وهي التي اعتدت على الحقوق والحريات واستباحت ساحات الانتفاضة وحرقت خيمها، وهي التي تواطأت في تهريب العميل عامر الفاخوري، وهي التي سحبت مشاريع القوانين التي تنظم الرقابة على التحويلات المصرفية وأصرت على تحاصص التعيينات، وهي التي تجتمع اليوم لتشريع فسادها ضمن القوانين، وهذه كلها أمور تؤكد أن التغيير الحقيقي لا ينتجه من أوصل البلد الى هذا الخراب الكبير”.
أضاف: “أما البديل فهو في التوجه الى الحركة الشعبية، كي تمسك بقضيتها، وتتابع تثوير وتطوير انتفاضتها بسرعة أكبر وفعالية أشد، بدءا من مساءلة رموز النظام السياسي القائم ومحاسبتهم مع الأقلية المتنفذة اقتصاديا وماليا عن مسؤوليتهم المباشرة في استفحال كلفة خدمة الدين العام واستفادتهم الخاصة منها”.
ورأى “في استمرار الحجر المنزلي من دون توفير دخل أساسي يحمي الفئات الاجتماعية الهشّة من الفقر والبطالة والعوز ويلغي دفع رسوم وفواتير الكهرباء والمياه والهاتف في هذه المرحلة، تهديدا مباشرا لحياة الفقراء والمتعطلين عن العمل والمياومين والذين خفضت أجورهم. وهو يدق ناقوس الخطر ويحذر من مغبة انتشار الفوضى وانهيار الأمن الاجتماعي إذا ما استمر هذا الإهمال الرسمي مترافقا مع تسارع انهيار سعر العملة الوطنية وارتفاع الأسعار وخفض الأجور والوقف القسري للعمل وإصرار المصارف على إجبار صغار المودعين على تحويل ودائعهم إلى الليرة اللبنانية وفقا لسعر الصرف الرسمي، مع تراجع قيمة أموال تعويضات نهاية الخدمة للعمال في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وسائر الصناديق الضامنة للمهن الحرة والمعلمين والموظفين في القطاعين العام والخاص”.
واعتبر الحزب أن “الأول من أيار، تاريخ مجيد ندعو إلى إحيائه هذا العام بمختلف الأشكال الملائمة التي تسلط الضوء على الظلم الطبقي الذي ترزح تحت أعبائه الطبقة العاملة وسائر الفئات الاجتماعية المهمشة، والذي ازداد تفاقمه بفعل انتشار وباء الكورونا الذي ترك تأثيره السلبي على أشكال إحياء المناسبة. إنه عيد تتجدد فيه روح وكفاحية المناضلين الأوائل الذين رفعوا بدمائهم الزكية راية التحرر الاجتماعي من عبودية الرأسمال واستغلاله. إنه عيد لتكريم مناضلي الطبقة العاملة اللبنانية وشهدائها الأبرار، فيه نستلهم روح المقاومين الوطنيين والنقابيين الأوائل، روح انتفاضة السابع عشر من أكتوبر. إنه عيد للنضال من أجل قيام حركة نقابية مستقلة عن أطراف هذه السلطة الذين صادروا قرار الاتحاد العمالي العام”.
وختم: “إنه عيد ندعو فيه إلى العبور بلبنان من الدولة الطائفية البائسة إلى رحاب الدولة العلمانية والديمقراطية المتحررة من التدخلات الخارجية. إنه عيد نوجه فيه إلى الشيوعيين والقوى اليسارية والديمقراطية والنقابية والمدنية ولقاء التغيير، نداء من أجل الاضطلاع بالمهمات والمسؤوليات الكبيرة والمتنوعة الملقاة على عاتقهم لاستكمال الجهود من أجل قيام أوسع ائتلاف لكل قوى التغيير الديمقراطي حول رؤية سياسية جامعة تتوحد الصفوف حولها لتحقيق اهداف الانتفاضة الشعبية”.