شاعر الفكرة الاديب الاستاذ مروان الخطيب يُنوه بمقال الاديبة د.فلك مصطفی الرافعي في مجلة الشراع/لا جفَّ مِدادُكِ الآسر، ونبضُ يراعكِ السَّاحر…!

لا جفَّ مِدادُكِ الآسر، ونبضُ يراعكِ السَّاحر…!

إلى الدكتورة الأديبة اللَّامعة السيدة فلك الرافعي…!-

ما أجملها من صُورةٍ، تزاوجُ بينَ مِدادِ الكلمةِ ودماءِ الشَّرايين، فينطلقُ الحرفُ فكرةً ورؤيا، ومجالاً رحباً، صدوقاً، ومُترعاً بهمَّةِ الأنقياءِ القابضينَ على الجمر في سبيل انبلاج الفجرِ وسطوع الشمس…!.
ثُمَّ تمضي أديبتُنا الألمعيَّةُ فلك الرافعي، فتصوِّرُ عطاءَ وكفاحَ وجهادَ الأحرارِ من أبناء أمتها، على أنهم من سُلالاتِ الغيومِ والغُيوث، يتناسلون في السَّماء والأرضِ من أجلِ نماء الأحمرِ والأخضرِ فيوضاً من شهادةٍ تُنبتُ الانتصارَ والجُلَّنار، وتربِّتُ على كتفِ الأملِ، كي يزهوَ بنشيدِ الفجرِ وزهرةِ اللَّوز…!.
ويتألق حرفُ وكَلِمُ أديبتنا، حينَ تجعلُ من الآياتِ القرآنيَّةِ سنداً لفكرتها العليَّةِ، فتزدادُ بهاءً وألقاً بهذا الاستئناسِ الذي يأخذُ دربِ “التصديق الجازم المطابق للواقعِ عن دليل”، وصولاً إلى زرعِ اليقينِ في قلبِ ورُوعِ المتلقي والقارئ، بما تنادي وتكافح من أجلِهِ وتطيرُ كالفينيق في سمائه كي يتبلورَ مدىً من وعي يشرقُ في العقولِ والصدور…!.
ويا لها من جماليةٍ آسرة، حين تتمعن في الحقل المعجمي للأديبة الدكتورة فلك، فتشتمُّ مفرداتٍ موحياتٍ في سياقاتِها، ولاسيما وأنت تقرأ، فترتسمُ فوقَكَ ظلالُ تلك الكلمات: ” مهر، الجَنَّة، عروس، الفجر، المحراب، المنبر، اللؤلؤ، الفراش، العطر…”.
وتنجذبُ كثيراً إلى ذلك العِقدِ الذي يُزيِّنُ جِيدَ تحفتِها الإبداعية…، لكأنك شاخصٌ إلى هاتيكَ اللوامعِ الساحراتِ في أفلاكِ السماء…، وتزدادُ رضىً وحُبُوراً، حينَ تقرأ بين أحرفِها وتعابيرِها، وفي كنهِ فكرتِها ذاكَ الوفاءَ للمرحومِ والدها العلامة المُكْتَنِزِ بالعلمِ والفقهِ والفكرِ والأدب، فتسمو في نبضِكَ وناظريكَ سيدةُ الحرفِ الصدوقِ الماتعِ والآسرِ فوقَ الضوءِ والفلك…!.
وما أسماها وأروعَها، بل ما أبلغَ نبضَها وفكرتَها، حينَ تجندلُ لكَ من رؤى القرآن الكريم سحاباً يُغيثُ النفوسَ الظَّميئةَ للعزِّ والمجدِ والوحدة والانتصار…!.
وكلما قرأتَ أكثر للأديبةِ البهيرةِ الدكتورة فلك، كلما اصطفقتْ أجنحتُكَ سمواً وطيراناً في الآفاقِ والمراقي، رغبةً ومتعةً في قطفِ النجومِ، كي تفرشَ سبيلكَ بالاهتداءِ إلى روح السبيلِ ونقائه، رغبةً في وصولٍ آمنٍ، ومترعٍ بالأنوارِ والسلامةِ والأمان وراحة البال…!.
وهنا لا بدَّ من هذا النِّداء: سيدتي النَّديَّة البهيَّة، ويا ذاتَ الكلمِ المُكَلَّلِ بيواقيتِ الشُّروق…، لا تحرمينا من وقداتِكِ وحروفِكِ السَّواحرِ والأليقات…!

مَروان مُحمَّد الخطيب
5/8/2024م