لبنان بين الرئاستين الامريكية والإيرانية

بقلم:رئيس التحرير زياد علوش

وقد تجاوز اللبنانيون عقدة السؤال من ينتخب رئيس جمهوريتهم النواب ام السفراء لصالح القفازات الدبلوماسية.

وحيث تمرد الواقع السياسي اللبناني على الانماط والقواعد المعهودة للاسقاط والقياس والاستنتاج عما يطيقه التحليل المنطقي الرصين لتلمس ملامح الرئيس العتيد وباتت المؤشرات،لحل الشيفرة الرئاسية كما سبقتها الحكومية تكليفا وتأليفا تقتصر على طلاسم وتعاويذ المنجمين ميشال حايك وليلى عبد اللطيف،
فالديباجة اياها تتطلب تحليلا ساخرا لاكتشاف جزيرة الكنز في محيط التعطيل والحزن والاحباط.
لم يعد يذكر كثير من اللبنانيين كم مضى من الوقت على فراغ قصر بعبدا من شاغليه،حيث كان آخرهم جريصاتي ورفاقه.
ما يهم ان الخماسية الدبلوماسية تلعب بالوقت الضائع لملئ الشغور،بجلسات سمر سرنا بكلام فسررناه بكلام.
وحيث واشنطن وطهران تمسكان بعنق الرئيس اللبناني المنتظر،بمواصفات طيعة،فالافراج عنه يبدو مؤجلا لما بعد انتخاب كل من خلفي “ابراهيم رئيسي وجو بايدن”.
المفارقة ان لغة الحسم بإنجاز الاستحقاقين الديمقراطيين الرئاسيين في كل من طهران وواشنطن واضحة وجلية كصناعة وطنية داخلية بإمتياز،لا تؤثر فيها سقوط طائرة رئاسية بمن فيها ولا عنتريات “ترامب”.
العكس تماما يحدث في لبنان،حيث لا بد من الدوران في المجلس النيابي المتفرغ عهد “الاستيذ”لخلق الإبل، حول شكل الرئيس،لاكتشاف مضمون كلمة السر الرئاسية وفق مزاج الخارج الاقليمي والدولي الاكثر تأثيرا،هذا المزاج الذي احتكره “حافظ الاسد” طويلا،قبل ان يفرط به الوريث الشاب،وقد كانت دمشق مربط الفرس ومحجة زوار البشرى الرئاسية،والتي يأتي بها “بابا نوال”ببراءة الاطفال على عربته الثلجية فيما يشبه مواسم الاعياد،بما تستدعي من احتفالات وتطبيل وتزمير،كدلالة لا بد منها عن الرضى والقبول بمشيئة الامر الواقع.
لم تتغير اللعبة انما فقط تم استبدال بعض اللاعبين،على ان اللبنانيين ادركوا بالفطرة فضيلة التعيين من الخارج على رذيلة الانتخاب الداخلي،وتسري تلك الفضيلة كما الرذيلة على كل الاستحقاقات الدستورية اللبنانية،حيث بعض معايير التعيين تتفوق على سادية تمكين اكثرية من المغفليين على تحديد مصير اقلية لا زالت تفكر وتعمل عقلها.
المهزلة التي تفوق السردية الآنف ذكرها هو ان بعض اللبنانيين تجاوزا النقاش بكيفية تحول العمالة الى وجهة نظر الى تبنيها كمصطلح يرمز الى العلاقات العامة التي لا بد منها بما تقتضيه الواقعية السياسية والمصالح الفئوية وموازين القوى والقوة،حيث باتت اكثرية اللبنانيين وقد استحكم العجز الداخلي الشاغر بالمناكفات،ما عدا حصة الثنائي المهابة الجانب،التي استنسخت استقوائها من زمن المارونية والسنية السياسية تارة بالمسيحي على السني واخرى بالسني على الماروني،تطالب بضرورة توكيل الإدارة اللبنانية العامة لقوة استعمارية خارجية “متطورة ومتمدنة”.لان تجربة الاشقاء رغم فاعليتها كانت مؤلمة.
فهل يسخى الرئيسين الجديدين القادمين في كل من واشنطن وطهران بكرمهما على اللبنانيين بكادو رئاسي جديد ام يبقيانه بفعل الاولويات قيد الانتظار