أولويّة من مطر إلى الإصلاحات الإنمائية والمناطقية

يُدرك القاصي والدّاني حجم الصعوبات الإنمائية التي تُواجهها مناطق طرابلسية عدّة لا سيما الشعبية منها، في ظلّ “تكاسل” أو جمود سياسيّ لا يدفع أيّ نائب في هذه المدينة إلى التدخل سعيًا إلى إعطاء هذه المناطق أولوية أقلّها على مستوى الإصلاحات التي تستهدف تحسين أوضاع هذه الأحياء التي باتت تشكو من قلّة حيلتها وعجزها اقتصاديًا، بمقابل وجود عجز إداري يكمن في عدم قدرة بلدية طرابلس والميناء من تنفيذ أيّ مشروع أو تحسينات على المستويات كافّة وأبرزها المرتبطة بالبنية التحتية التي تزداد سوءًا مع حلول العواصف خلال فصل الشتاء الذي يترك حفرًا أو يُعمّق أخرى كانت موجودة من دون أيّ تحرّك يُذكر.

وحدها مبادرات النائب إيهاب مطر المناطقية في الفترة الأخيرة، كانت تتجاوب مع شكاوى المواطنين الذين كانوا يُعانون من دخول المياه إلى منازلهم بسبب انسداد المجارير خاصّة في الأحياء القديمة، وذلك من خلال تدخل مجموعة إيهاب مطر للتنمية (IMD)، بحيث تمكّن مطر من دعم وتكليف المعنيين في هذه الشؤون الإنمائية للحدّ من بعض المشاكل التي واجهها الأهالي.

وفي وقتٍ كانت تُدرك فيه هذه المجموعة عجز البلدية الماليّ كبلدية الميناء مثلًا التي يعمل فيها مياومون لا يتقاضون أجورًا مناسبة، تمّ تكليف لجنة الميناء في المجموعة منذ أسبوع، بالكشف عن الأضرار ضمن المنطقة، وتبّين وجود مجارير تحتاج إلى تصليحات، وطرقات أخرى وجدت من دون مجارير أساسًا، وبالتنسيق مع عمّال البلدية تمّ تكليفهم بالإصلاحات اللازمة التي لن تقتصر على الميناء فحسب بل ستشمل كما شملت سابقًا مناطق طرابلسية مختلفة، إلى جانب حفر 6 مواقع وتغيير قساطل صحية، كما رفع الضغط عن مسجد عمر ابن الخطاب في الميناء الذي كانت تصل إلى بوابته المياه الآسنة ما كان يُعيق حركة المصلّين وراحتهم، فتمّ معالجة الموضوع مع معالجة أزمات أخرى مثل الطرقات والحفر ضمن ورشة عمل ما زالت قائمة وقيد التصليح ومستعدّة لتلقيّ أيّ شكوى إضافية من المتضرّرين وفي أيّ منطقة كانت، وذلك عبر التواصل مع المجموعة من جهة، كما بالتواصل أيضًا مع مدير مكتب مطر الدكتور موسى العش.

وتفقّد منذ ساعات النائب مطر هذه الإصلاحات التي شدّد على أهمّيتها خاصّة حين تحلّ الأزمات بصورة جذرية، وفي حديثٍ له مع المواطنين الذين شكروه على تلبيته “الصرخة”، واعدًا إياهم باستكمال المشاريع، قال: “جاهزون للمساعدة والعمل باستمرار، وعلمنا أنّ مشكلة يُواجهها المواطنون بسبب المجارير التي مسّت المسجد، فقمنا بواجباتنا التي تُعدّ وطنية لا سياسية، وتستهدف رفع الضرر الذي علمت أنّه كان موجودًا منذ سبعة أعوام تقريبًا، وهذا مؤسف، لذلك أشكر الشبان على المساعدة للتخلّص من مشكلة لا ندرك سبب التأخر في حلّها خاصّة وألّا أزمات اقتصادية كان يُعاني منها لبنان في تلك الأعوام كالتي تحدث اليوم وكان على المعنيين تأدية واجباتهم اللازمة حينها للتخلّص من استمرارها وتداعياتها، لكنّنا بالتأكيد نشعر بمسؤوليتنا وواجباتنا أمامكم لأنّكم وثقتم بنا وتشعرون اليوم بالغبن، لذلك من واجبنا المساعدة على قدر الإمكانيات المتاحة، لأنّنا لسنا دولة ولا نلعب دورها، لكنّنا سنبّلي الاحتياجات على قدر المستطاع، وهي كثيرة”، متمنّيًا من المواطنين الاستمرار بالمطالبة بحقوقهم.

وختم قائلًا: “ستجدوننا عند أيّ مناشدة منكم لنا، وسنقف إلى جانب المواطنين لا في الميناء أو طرابلس فحسب، بل في كلّ مكان داخل لبنان”.