مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي”

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي”

مهم جدا وخطير جدا الكلام الذي قاله رئيس الجمهورية في جلسة مجلس الوزراء والذي أعلنته وزيرة الإعلام، قال رئيس الجمهورية: “مجموع المبالغ المهدورة التي لا أدلة ثبوتية عليها بلغ مبلغا كبيرا، منها سلفات خزينة من غير المعروف كيف صرفت ومبالغ اخرى، وردت كهبات للهيئة العليا للاغاثة”.

هذا الكلام يستدعي طرح الأسئلة التالية:
ماذا يعني ان هناك مبالغ مهدورة لا أدلة ثبوتية عليها؟
ماذا يعني ان هناك سلفات خزينة من غير المعروف كيف صرفت؟
هل هذا تسليم بأن هذه الأموال لن تسترد؟
هل هذا يعني أن التحقيقات في شأن هذه الأموال لم يصل إلى نتيجة؟
لكن في المقابل، وعلى قاعدة هذا الغموض وهذا اللغز، هل بالإمكان تحديد في أي فترة تم هذا الهدر؟

هل في الإمكان تحديد المبلغ؟
كلام رئيس الجمهورية يفتح بابا كبيرا لملف المال المصروف من دون أدلة، فمن سيستدعى إلى التحقيق في هذا الخصوص؟ وهل بالإمكان استرداد هذا المال المهدور؟
من غير المعروف ما إذا كان كلام رئيس الجمهورية، البالغ الخطورة، سيمر كما مر غيره من الكلام، خصوصا أنه يأتي في توقيت بالغ الدقة… فقد صدر هذا الكلام في وقت بدأ وفد صندوق النقد الدولي اجتماعاته في بيروت، وغدا تختار الحكومة المكتب القانوني في المحادثات مع حاملي اليوروبوندز، وفيما بدا التكتم شديدا حول ما ستقرره الحكومة، علم أن القرار لن يعلن عنه إلا قبل أيام من الوصول إلى التاسع من آذار, موعد استحقاق اليوروبوندز.

وفيما الإجتماعات الماراتونية وصلت النهار بالمساء، كانت التحركات على الأرض تتوالى: تظاهرة للتيار الوطني الحر أمام مصرف لبنان ضد حاكم مصرف لبنان لاسترداد الأموال المهربة، قابلتها تظاهرة للحزب التقدمي الإشتراكي، ما تسبب في إحداث توتر بين الطرفين فصلت بينهما القوى الأمنية.
من خارج السياق، وفيما يكثف رئيس الحكومة حسان دياب اتصالاته لزيارة السعودية والإمارات، وصل الرئيس سعد الحريري إلى الإمارات في زيارة تستمر يومين.