اختراع “الطابعة الزيروغرافية–

اختراع “الطابعة الزيروغرافية– Xerography”، ولعل الكثيرين لا يهتمون لهذا الاختراع، لكنه كان جذرياً فعلاً في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي، إذ لم يشبه أي شيء تم اكتشافه من قبل، بما في ذلك التصوير الفوتوغرافي.
إن “تشيستر كارلسون”، مخترع هذا النوع من الطابعات، يستحق المزيد من الشهرة، كالعديد من المخترعين الذين غيرت اختراعاتهم حياتنا، تخرج كارلسون المولود عام 1906 في معهد كاليفورنيا لتكنولوجيا الفيزياء. وكان وقتئذ يعيل والديه الفقيرين والمريضين، ويتصف بالعزلة والانطوائية.
وحين عمل في قسم براءات الاختراع لدى إحدى المصانع في ثلاثينيات القرن الماضي، كان يتوجب عليه طباعة وثائق معقدة وبطريقة يدوية، فصار يركز اهتمامه على اختراع آلة نسخ في المكتب، باستخدام مواد كيميائية جافة. وبدأ تجاربه في معمله الخاص، بوضع شحنات كهربائية في لوح معدني مغلف بالكبريت وتعريضه للضوء.
بعد ذلك، وفي عام 1938 تحديداً، قام بإلصاق لوح مشحون بشحنات ساكنة، بشريحة مجهر زجاجية وعرضها للضوء. ووضع على اللوح أبواغ طحالب صفراء، ثم ألصق قطعة ورق شمعية عليه وسخنها، وبعدها أزال الورقة، واحتاج كارلسون للانتهاء من تجاربه وصنع آلته الطابعة، أكثر من 5 سنوات.
وقد رفضت أكثر من 20 شركة اختراعه، إلى أن قامت شركة بحوث صغيرة في كولومبوس بتشكيل منظمة غير ربحية معه لتطوير فكرته. وفي النهاية، قرأ بعض المديرين التنفيذيين في شركة (هالويد– Haloid) المصنعة لإمدادات التصوير الفوتوغرافي عن اختراع تشارلسون. وفي عام 1946 بدأت الشركة بالعمل على تطوير نسخة من هذه الآلة بناء على تصميمه.