مجموعة التفكير حول مجلس إنماء عكار والشمال بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال

مجموعة التفكير حول مجلس إنماء عكار والشمال بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال
وجمعية الهيئات الأهلية للعمل المدني والجمعية اللبنانية للحدّ من التفكك الأُسري
تستقبل الخبير افي السياسات العامة السيد زياد الصائغ في لقاء حواري موضوعه

“الثورة بين تصويب مسار السياسة والإنتقال إلى السياسات العامة”

يوم السبت في الرابع عشر من كانون الأول 2019

عقدت مجموعة التفكير حول مجلس إنماء عكار والشمال بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، في مقرالغرفة، لقاء حواري حول ” الثورة بين تصويب مسار السياسة والإنتقال إلى السياسات العامة ” مع الخبير افي السياسات العامة الدكتور زياد الصائغ بحضور مجموعة من أهل الرأي.

إستهلت الجلسة الأستاذة هدى الخطيب شلق، بالنشيد الوطني اللبناني ثم رحبت بالضيف الدكتور زياد الصائغ. ثم قدّمت الدكتورة زلفا الأيوبي نبذة عن خبرة الدكتور زياد الصائغ الباحث والخبير في قضايا اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين ومفاوضات السلام في الشرق وهو أيضاً منسق “مبادرة لبنان الأفضل”. تولت الأستاذة هدى الخطيب شلق إدارة الجلسة وتحدثت عن أهمية فهم المجريات السياسية منذ بداية الثورة في 17 تشرين الأول وما آلت إليه في لبنان وأثرها على الوضع الراهن ثم أعطت الكلام للدكتور زياد الصائغ.

إستهل الدكتور زياد الصائغ مداخلته بالتنويه لخطورة الأشكالات الأمنية المتكررة التي تعرضت لها الساحات في بيروت وبعض المناطق وضرورة تلافي هذا الواقع الخطير. ثم تحدث عن مسار الثورة الناتجة عن تراكمات ما قبل 17 تشرين الأول والتي أتت كتعبير عن غضب الناس من كل المربعات المناطقية والحزبية والطائفية في لبنان لتصبح إنتفاضة نجد فيها كل عناصر الثورة من دون الإطار العنفي… ولا يمكن تكهن ما قد نشهده لاحقاً. وقد رأى أن الثورة لم تنطلق، فقط، من رفض لما يجري في البلد من سياسات أقتصادية وأجتماعية ومن عزوف الحكم عن تقديم الحلول، بل أيضاً لوجود من يتحكم في البلد ومن ينفذ أجندته.
وأضاف، لم تبدأ الإنتفاضة والثورة لسوء إدارة البلد فحسب بل قامت أساساً بسبب الإدارة السياسية له. كما نوه الدكتور الصائغ أنه قبل أجتماع باريس الأخير صرح ممثلوا الجامعة العربية وممثلين عن المجموعة الدولية، أن السياسة المتّبعة في لبنان تقوم على أجندة معينة. كما أضاف أنه، قبل الإنتخابات النيابية السابقة، لعِبت فرنسا دورٌ، عبر رئيسها ماكرون، في تقديم جرعة من الدعم لهذه الطبقة السياسية عبر إجتماع CEDRE. أخيراً، نوه بتوجّس الجهات الدولية من فرضية إستقبالها أعداد من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين في حال إندلاع أحداث أمنية تُغرق البلاد في المجهول.

وأعتبر الدكتور الصائغ أن للثورة الحالية ثلاثة أبعاد:
– البعد السياسي: تجلى عندما قدّم الرئيس الحريري ورقته الأصلاحية التي لم تتضمن إلتزاماً محدداً.
– البعد المالي: الذي أدى تفاقمه إلى ذهاب مئات ملايين الدولارات لصالح شركات الصيرفة ما عدا الأموال التي خرجت من لبنان دون القدرة إلى تحديد وجهتها.
– البعد السيادي: المتعلق بسياسات البلد الخارجية وتحولات مستوى علاقة لبنان مع الخارج.

كما أشار إلى أنه بعد 50 يوماً من بداية الثورة لم تتم أي إستشارات نيابية للتكليف. ولاحظ أن المظاهرات والنشاطات الثورية في الساحات عبرت عن المستوى الحضاري للمتظاهرين رغم محاولات قمعها من جهات عدة. وذكر أنه لم تتمكن القطاعات الفاعلة الأقتصادية والأكاديمية و المصرفية من تأدية دورها في إنجاح الثورة لإرتباطها في أغلب الأحيان بالسلطة السياسية.

وبالرغم من سيناريوهات تخريب الثورة من قبل السلطة فإنها لم تتمكن حتى الآن من مبتغاها. ويعود تتمسك الطبقة الحاكمة بالسلطة، حسب رأيى الدكتور صائغ، لعدم رغبتها بالتخلي عن مكتسبتاها. ويجب تفعيل الثورة دائماً إلى حالة من القوة الضاغطة.

وأشار أن السلطة لم تعدل شيأً بأدائها منذ بداية الثورة. وأخيراً إختتم بأن هناك ضرورة للتوجهات الإستراتيجية بالرغم من شبه غياب أنتلجنسيا تخطط وتسجل إنتصارات وتحافظ على الثورة.

بعدها، دار النقاش بين الحضور المميز الجامع بين عدة إختصاصات ومكونات المجتمع المدني، الذي أضاء على ما ورد في حديث الدكتور صائغ وغيره من المواضيع المتعلقة بعنوان هذا اللقاء.

Comments (0)
Add Comment